ضاع على البشرية ما كانوا يستعدون لوصفه بأحد أروع ما تقع عليه العين في الفضاء من الأرض، حين كان مذنّب "آيسون" المعروف بلقب "مذنّب القرن" سيبدو كمصباح مضيء، لكن المعروف أيضا باسم C/2012 S1 للعلماء، اختفى تماما عمن كانوا يرصدونه في 5 قارات.. كانوا يأملون أن ينجو حين يقترب من الشمس فتثير الأتربة والغازات في هيكله الأساسي، ويظهر بذيل يلمع خلفه منيرا السماء في الليل.
لكن أحدث خبر من وكالة "ناسا" الفضائية الأميركية، وقرأته "العربية.نت" في موقعها الجمعة، ألمح إلى أن "آيسون" لم يصمد كما يبدو أمام لهب الشمس العظيم حين مر قريباً منها مليون و170 ألف كيلومتر، فتشرذم وتفكك، وربما تبخر وأصبح كأنه لم يكن، وهو الذي ولد قبل 4 مليارات و500 مليون عام، وخلالها تقاذفته المدارات والجاذبيات حتى وصل المجموعة الشمسية، وفيها اختفى ولم يعد يظهر له أثر.
جاء "آيسون" من منطقة في الفضاء، غامضة وثلجية، تقع في أقصى حدود النظام الشمسي واسمها "أورت كلاود" للعلماء، بحسب ما قرأت عنه "العربية.نت" في تقارير علمية وردت من الوكالات وغيرها، ومن تلك المنطقة مضى بسرعة تزيد على مليون كيلومتر في الساعة نحو الشمس، وهي سرعة تكفيه ليصل القمر من الأرض بحوالي 25 دقيقة، أو يطوي بها المسافة بين مكة والمدينة بأقل من ثانيتين.
ومع أنه كبير الحجم وصخرة عملاقة معدل قطرها 1200 متر تقريبا "إلا أنه كان يفقد 3 ملايين طن من كتلته بكل ثانية" كان يقترب فيها من حرارة الشمس البالغة 4900 درجة عند اقترابه الأقصى منها ليل الخميس بتوقيت غرينيتش، إلى درجة أن أحد راصديه، وهو بروفسور أميركي اسمه جودريل بانك، وصف ملحمة اقترابه من الشمس بإلقاء كرة من الثلج في النار، لذلك سيكون من الصعب عليه النجاة" وفق تعبيره.
ومع أنه كبير الحجم وصخرة عملاقة معدل قطرها 1200 متر تقريبا "إلا أنه كان يفقد 3 ملايين طن من كتلته بكل ثانية" كان يقترب فيها من حرارة الشمس البالغة 4900 درجة عند اقترابه الأقصى منها ليل الخميس بتوقيت غرينيتش، إلى درجة أن أحد راصديه، وهو بروفسور أميركي اسمه جودريل بانك، وصف ملحمة اقترابه من الشمس بإلقاء كرة من الثلج في النار، لذلك سيكون من الصعب عليه النجاة" وفق تعبيره.
مذنّب في 1680 كان مضيئاً في النهار
قال البروفسور الأميركي عبارته صباح أمس الخميس، وتبعه آخر اسمه مارك بايلي، من "مرصد آرماغ" في إيرلندا الشمالية، فتوقع أن يتعرض المذنّب "لأسوأ ما يمكن أن تطلقه الشمس باتجاهه" وقال إنه سيواجه بشكل خاص "حرارة شديدة من الشمس تدريجياً، وهو ما سيجعل ثلوجه تذوب بوتيرة متزايدة، إضافة لما ينتجه مجال جاذبية الشمس من قوى مد وجذب سيكون لها تأثير كبير عليه" كما قال.
علماء آخرون أبدوا خشيتهم من أن ينتهي "آيسون" فيما لو لم ينفجر بعد، الى مصير انتهى إليه قبله مذنّب آخر اسمه "لافغوي" وانفجر كقنبلة نووية في 2011 بعد أن مر قرب الشمس، وتحول إلى غبار وتلاشى تماماً.
ذكروا أن "مذنّب القرن" الذي اكتشفه العام الماضي اثنان من هواة الفلك الروس، قد ينتهي إلى مصير مختلف، لكنه غير معروف تماماً، لأنه أكبر من "لافغوي" حجما، لذلك كان سيبدو طوال أكثر من شهرين لامعا للعين المجردة وهو في كبد السماء منيرا أكثر من ضوء القمر، فيما لو تملص من الشمس، تماما كما حدث لمذنّب اسمه Kirch وشق طريقه الى الأرض في 1680 وظهر بذيل مضيء حتى في وضح النهار.
والفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" مع هذا التقرير هو من موقع "ناسا" من قسمين: الأول كما المذنّب مقترباً من الشمس بين 20 و25 نوفمبر الجاري، والثاني بالأزرق كما بدا لآخر مرة أمس الخميس مارا مداريا قرب الشمس، ومن وقتها لم يعد يظهر، وهو دليل بأنه تفكك وتشرذم، أو أن الشمس جذبته إليها وانصهر بنارها.