دعت مذكرة وزارية توصل بها عدد من مدراء مؤسسات تعليمية للثانوي التأهيلي، إلى تجريب تدريس المواد العلمية؛ الطبيعيات والفيزياء والرياضيات؛ باللغة الفرنسية في السلك التأهيلي ببعض النيابات التعليمية خلال الموسم الحالي في أفق تعميمه، وذلك في سبع ثانويات بجهات المملكة.

وتعليقا على هذا التوجه الذي تعتزم وزارة التربية الوطنية تطبيقه مستقبلا، قال الدكتور محمد بولوز، مفتش تربوي للتعليم الثانوي من الدرجة الممتازة، إن المأمول كان هو "فتح مسالك لتدريس العلوم باللغة العربية بالتعليم الجامعي، وكذلك إخراج أكاديمية اللغة العربية إلى الوجود".

وأورد العضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تصريحات لهسبريس، إن مثل هذا القرار يعد "نكوصا وردة حضارية ولغوية، وهو بمثابة العودة بنا مرة أخرى إلى ما جربناه سابقا، ولم يزدنا إلا ارتباكا وتخسيرا من هيمنة اللغة الفرنسية المتخلفة عن الركب العلمي دوليا".

وتابع المتحدث بالقول "عوض أن ننهض بلغتنا العظيمة والشريفة، ونبوئها المكانة اللائقة بها، ونهيئ لها شروط النجاح، ها نحن نعود إلى أحضان "ماما فرنسا"، والتي لن تغني عنا لغتها شيئا إذا نحن تجاوزنا حدود فرنسا وبعض الدويلات الفرنكفونية، وربما حتى لشربة ماء أو تناول كسرة خبز".

واستطرد بولوز "إذا كان لابد من تلقيح واستفادة من خير ما عند الآخرين، وجب أن نعتمد لغة أكثر تقدما وانتشارا، واخترنا اللغة الانجليزية في التفاعل مع الجديد، وترجمته ريثما تأخذ العربية الريادة بريادة أهلها، وقيامهم من سباتهم الطويل".

واسترسل المتحدث بأن "تجارب الشعوب تؤكد أن النهضة الحقيقة لا يمكن أن تكون بلغة مستوردة، ولا يمكن أن تحدث على الوجه المطلوب إلا بلغة القوم، وذلك حتى ولو كانت محدودة الانتشار، كالعبرية والكورية والفيتنامية والهولندية، فكيف بلغة القرآن التي اختارها رب العزة لتكون وعاء لكلامه المعجز ودينه الذي أرسله للناس كافة".

ودعا بولوز "من لا يزال عنده بصيص من النظر والاستبصار، ويستطيع أن يتحرك لإيقاف هذا العبث، على حد تعبير الأخصائي التربوي قبل أن يردف "وأما التعساء الأشقياء فلا يهمهم سوى ما يتلقونه من رشاوى لجر بلدانهم إلى النفق المسدود".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Annance2

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner